سوق أهراس       15سنة سجنا للمنتقم لشرف شقيقه القاصر



قضت محكمة الجنايات لمجلس قضاء فالمة، نهاية الأسبوع، بالسجن لمدة 15سنة في حق شاب يبلغ من العمر 22 سنة، بعد متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، في جريمة القتل التي اهتزت لها إحدى مشاتي بلدية مومنة بولاية سوق أهراس في الـ5 أوت من السنة الماضية، وذهب ضحيتها شاب لا يتجاوز الـ20 سنة. ترجع وقائع القضية، حسب قرار الإحالة ومجريات المحاكمة، إلى تحرك ضمير الشرف في نفس الشاب المتهم، واستقراره على قرار الانتقام لشرف أخيه القاصر الذي لم يتجاوز07 سنوات، بعد تعرض هذا الأخير لاعتداء جنسي من طرف الضحية المعروف بشذوذه الجنسي، الذي بعدما نفذ فعلته في الطفل البريء، قام بتسليمه هاتفا نقالا ورسالة غرامية، ليوصلهما، وتحت التهديد بالذبح، إلى شقيقته. عودة الطفل منتهك العرض إلى البيت، وإخباره لأمه بوقائع الاعتداء، ووصول الخبر إلى مسامع أخيه (المتهم)، دفعت هذا الأخير، تحت غليان دم الشرف، إلى التحرك للانتقام من المعتدي (الضحية)؛ حيث حمل عصا وخرج إلى أحد المسالك الغابية، وهو الدرب المعتاد الضحية المرور عبره، وما إن لاح له عن بعد على متن حمار، حتى بلغ الغضب منه ذروته وتجهز لشفاء غليله؛ حيث انهال على الضحية بالضرب بالعصا حتى أسقطه أرضا، ثم تركه وغادر مكان الجريمة. وفي الطريق التقى بابن عمه، ليخبره بالحادثة ودوافعها، فيما بدأت الشكوك تراود أهل الضحية، خاصة بعد عودة الحمار دون صاحبه، الذي بقي ينزف دما بمكان الجريمة. ولم يتمكن شقيقا الضحية الصغيران من العثور على أخيهم، رغم البحث الطويل عنه في جميع أرجاء الغابة الموحشة، وبوصول الخبر إلى مصالح الدرك في اليوم الموالي، راحت في البحث عنه، حيث عثرت عليه وهو جثة هامدة. الشكوك التي حامت حول الجاني، بعد تأكيد شقيقي الضحية الصغيرين وهما توأمان، تحولت إلى حقيقة. وكم كان المشهد تراجيديا وهما يصرحان لهيئة المحكمة بالقول ''رأيناه هناك وهو يخفي العصا وراء ظهره، وكله غضب... سألناه عن أخينا، ولم نكن نعلم بأنه يريد قتله''. المتهم الذي واجهته هيئة المحكمة الجنائية بالوقائع المذكورة، نفى نية القتل أمام المحكمة، مصرّحا بأن عائلته تعرضت للاعتداء على شرفها، مما دفعه إلى الانهيال عليه بالضرب، الذي اعترف بتوجيهه بواسطة العصا إلى صدر الضحية، وهو ما أدى إلى انفجار البطين الأيمن للقلب، وحصول الوفاة كما أثبت تقرير الطبيب الشرعي. أما المتهم الثاني وهو ابن عم الجاني، فقد صرح بأنه أخبره بمجرد عراك مع الضحية سببه قضية شرف، ولم يذكر له، مثلما قال، تفاصيل أكثر تنذر بخطورة الوضعية، مما جعله لا يسارع بالإبلاغ وتقديم المساعدة للضحية. النيابة العامة ركزت على ثبوت الوقائع وفظاعة الجريمة، والتمست عقوبة الإعدام في حق القاتل، و05 سنوات سجنا نافذا في حق ابن عمه، فيما حاول دفاع المتهمين إعادة تكييف القضية بالضرب والجروح العمدية المفضية إلى الوفاة دون قصد إحداثها''، وإعفاء المتهم الثاني من جنحة عدم الإبلاغ، مركّزا على بعد المكان وحلول الليل وعزلة المنطقة. وبعد المداولات نطقت المحكمة الجنائية بعقوبة السجن مدة 15سنة في حق الجاني، وعام واحد سجنا لابن عمه، وتعويض لأهل الضحية بـ80 مليون سنتيم.


المصدر :فالمة: إبراهيم غمري