موت مصطفى كاتب لم يكن عاديا


أكد صالح لمباركية، الأستاذ بجامعة باتنة ، أول أمس، أن مصطفى كاتب تعرّض قبل رحيله لحالة من الحصار فرض عليه من قبل بعض الجهات في السلطة. مضيفا أن الكتابة عن هذا الأخير تبقى ناقصة، بعد الغموض الذي خيّم على حياته في فترة السبعينات. أوضح لمباركية أن الكتابة عن مصطفى كاتب لا يمكن أن تفيه حقه في أي ظرف من الظروف، مرجعا السبب إلى الغموض الذي ساد فترة مابين 1972 و 1982، ''إذ أجبر كاتب على الغياب، من قبل جهات معينة في السلطة، والتي لم تكن تنوي حينها السماح بقيام ثورة للمسرح في بلادنا''. وأضاف المتحدث أن حياة مصطفى كاتب مرت بثلاث حقب مختلفة، لا زال الغبار لم ينفض عنها بعد، مواصلا ''رغم المحاولات العديدة التي قام بها أصدقاء دربه وتلامذته، لتخليد ذكراه، إلا أن الأمر باء بالفشل، ولم يعد له الاعتبار إلا نسبيا سنة 86، بعد أن أسندت له مسؤولية معهد برج الكيفان''. تجدر الإشارة إلى أن الندوة الفكرية حول مسرح مصطفى كاتب، التي نشطها صالح لمباركية، نظمت بقاعة دار الثقافة قنفود حملاوي بالمسيلة، على هامش الأيام الوطنية الأولى لمسرح القلعة. للتذكير ولد مصطفى كاتب سنة 1920 بمدينة سوق أهراس، أسّس فرقة المسرح العربي بقاعة الأوبرا عام1947 رفقة محيي الدين باشطارزي ، مثل في فيلم ريح الأوراس والليل يخاف من الشمس عام 1965 للمخرج مصطفى بديع، كما أخرج فيلما بعنوان الغولة عام 1972، في عام 1951 شكل فرقة المسرح الجزائري، وأحزرت هذه الفرقة على مجموعة من الجوائز في الكثير من المهرجانات الدولية. في 1958 عين رئيسا للفرقة الفنية التي أنشاتها جبهة التحرير الوطني في تونس، حيث لعبت هذه الفرقة دورا رائدا في مجال التعريف بالقضية الجزائرية للرأي العام العربي والدولي. بعد الاستقلال عين مديرا للمسرح الوطني الجزائري، وأنشأ مدرسة للفنون الدرامية والرقص الشعبي. وفي 1973 عين مستشارا ثقافيا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وساهم في بعث الحركة الثقافية والمسرحية في الأوساط الجامعية. في 1985 انتخب بالمجلس الشعبي لمدينة الجزائر، وأسندت له مهمة النشاط الثقافي على مستوى المدينة، حيث أسس خمس مركبات ثقافية ضخمة. وفي 1988 استدعي مرة أخرى لإدارة المسرح الوطني الجزائري. توفي يوم 28 أكتوبر 1989 بفرنسا   صالح لمباركية